Monday, October 19, 2009

جرأة الابداع

ثمة حقيقة ضمنية متعارف عليها في الخفاء وان كنا نتجاهلها وندير لها ظهورنا، ككل الحقائق التي نعيها بشكل جيد ولكننا لا نملك الجرأة للافصاح عنها، حقيقة ضمنية واضحة كشكل اصابع يدك، انها حرية المرأة، من قال ان المرأة اصبحت حرة وانها مساوية للرجل في الحقوق؟ انه تشدق بكلمات لامعة فحسب، انما كل امرأة تعرف انها مقيدة بقيود لامرئية حريرية جنزيرية في قسوتها وروعنتها
كتب الاستاذ أحمد الخميسي في عدد هذا الاسبوع في اخبار الادب مقال بعنوان
هل تتطور المرأة بالاوامر؟ كما كتبت الكاتبة نهى محمود في مديح الصابون والكتابة وبالتأكيد كتب آخرون عن سجن ابداع المرأة ومحاكمتها بناءا على ما تكتبه، لان ليس من اللائق ان تتحدث امرأة متزوجة مثلا عن مشاعرها ايا كانت هذه المشاعر احتراما لزوجها او تتحدث فتاة عن نفس هذه المشاعر لانها بذلك تتخطى الخطوط الحمراء المسموح بها
كيف، مثلا يتسنى لفتاة ان تكتب عن احاسيس جنسية عاطفية وكيف يتسنى لمتزوجة ان تكتب في نفس الموضوع؟ فاي كتابة سيتم خلطها مع حياتها الشخصية وتبدأ المحاكمات من هذا المنطلق العابث فتضطر المرأة كبح نفسها وعدم التعبير عما يجول في خاطرها وخنق ابداعها فقط لانها امرأة وتخشى نظرة الآخر/ الزوج/ الأب/ الأخ/ الصديق وهنا تلجأ لانشاء مدونة باسم مستعار حتى لا يتعرف احد على هويتها الحقيقية وتستطيع ان تكتب ما تشاء، واذكر اني اقترحت على صديقة متزوجة ان تنشئ مدونة باسم مستعار كحل اخير لتفريغ شحنات ابداعها الذي يقف زوجها امامه الا انها رفضت خوفا من زوجها رغم ان الحل عقيم ويلغيها بشكل أيضا "ضمني"
او كما كتب أ/ احمد الخميسي عن الكاتبة القصصية الموهوبة التي طبعت مجموعتها القصصية على حسابها باسم مستعار وأخفت نسخها عند صديقة توزعها في السر لان زوجها سبق ومنعها من النشر، سياسة المنع ولم يصبح، فقط، جسد وصوت المرأة عورة بل شمل هذا المعنى ايضا احساسها وابداعها وممارسة حريتها على الورق
الابداع من شأنه ارهاق صاحبه لأنه يعييه بحالاته العديدة والمتغيرة ولكنه من شأنه ان يشق عقل المرأة لانه ليس فقط يثقل كاهلها باعباء التعبير عنه الا انه لابد وان يكون مهذب مدرك لحدوده التي يرسمها له المجتمع بشكل ضمني والا ستكون عواقب ابداعها عميقة لن تستطيع اي امرأة ان تحتملها الا اذا كانت صاحبة ارادة استثنائية ووعي كامل بوجودها وروحها
فهل نمتلك تلك الجرأة وتلك الارداة؟ والى متى ستبقى؟ سؤال مازال معلق على مدى تفهم المجتمع/ الرجل بالطبع لاهمية حريتنا

Sunday, October 18, 2009

عن قهوة سادة

مسرحية قهوة سادة، افضل عرض مسرحي مصري في الفترة الماضية والعرض الفائز في مهرجان المسرح التجريبي 2008، عبارة عن مجموعة اسكتشات مضحكة موازية للواقع المصري اليومي المعاش
قدمت فرقة المسحراتي المسرحية نفس فكرة هذه الاسكتشات على مسرح روابط في مهرجان المسرح المستقل على ما أذكر العام الفائت في مسرحية بعنوان
"انت دايس على قلبي"
ولكن قهوة سادة حازت على شهرة واسعة لان تم الترويج لها بشكل موسع اكتر بجانب عرضها في مركز الابداع بالاوبرا فضلا عن انها مشروع تخرج ورشة خالد جلال المقامة بنفس المركز

ان كان المسرح المصري اصبح مجموعة اسكتشات فقط ليس اكثر، يمكن لطلاب الجامعة الموهوبين ان ينفذوها على مسرح افقر جامعة في مصر ويساهموا في اضحاك زملائهم فان مسرحية
"في المحرقة"
بالتأكيد تستحق المشاهدة والتقدير ورفع القبعة


لست اقلل من قيمة اسكتش قهوة سادة، ارفض مسمى مسرحية، ولكني فقط اجده مجهود كبير من شباب وفتيات حقا موهوبين وعلى بداية طريق الاحتراف الجاد ولكنني اندهش من كونها افضل العروض المصرية واتسأل هل وصل تدني ذوق الجمهور السينمائي الى المسرح؟
لطالما كان المسرح الجاد قلعة حصينة ودائما ما كان جمهوره من أناس مختلفين ذوي ذوق رفيع واحساس مرهف ووفهم وفكر واعي، ولكن، واقول مرة اخرى، النظر لقهوة سادة على انها افضل العروض ونجحها يدل على تدني بشكل او بآخر في الذوق المسرحي لجمهور جديد تعود على محتوى سينمائي فارغ ومسلسلات هابطة

اعود الى في المحرقة، مسرحية سياسية تعرض الآن ولمدة ثلاث ليال فقط كانت بدايتها اول امس على مسرح الهناجر في دار الاوبرا المصرية
المسرحية رمزية تحكي تاريخ المجازر والحروب البشرية بداية من محرقة الهولوسكوت مرورا على احداث فلسطين والعراق
العمل مستوحي من عدة مصادر قيمة جدا مثل
اسخيلوس - رامبو - سعدي يوسف - بدر شاكر السياب - محمود درويش - فؤاد حجازي - محمود الورداني - كتاب الساموراي
على مدى حوالي 90 دقيقة ستجد نفسك مستمتعا بالاداء المسرحي الواعي وبحركة الممثلين على المسرح رغم كثرتهم الا انهم غاية في النظام وباشعار محمود درويش وسعدي يوسف والاغاني والموسيقى المختارة بعناية
العرض جيد يعيبه بعض التكثيف المرهق قليلا للمشاهد، ولكنه درامي ممتع وقد منع من العرض رغم الموافقة عليه قبل بدء البروفات ثم سمح لهم بعرضه على مسرح الهناجر ولا اعرف لماذا المنع فانه يحكي واقع يومي معاش بقوة في الوطن العربي
انه ايضا مجموعة اسكتشات ولكنها أرقى مسرحيا من عدة عروض مسرحية "مسكتشة" عرضت في السنوات الاخيرة

العرض اعداد درامي وتصميم واخراج محمد ابو السعود

بطولة
احمد التركي
عمرو عثمان
احمد مصطفى
ايمان مسامح
اماني عاطف
محمد عبد الهادي
مصطفى ابو سريع
احمد عبد الجواد
محمد الغريب
محمد جمال
احمد نجدي
هلال الحاكمي
احمد حسن
محمد دياب
احمد شوقي
محمد فوزي
محمد سعد
ايمان مازن
وسام اسامة
لبنى عبد العزيز
دينا العربي
غناء/ شدا

الحان وغناء/ حسن زكي
ايقاعات/ جورج وماريز
اضاءة/ ابو بكر الشريف
مخرج منفذ/ اشرف سند

اليوم اخر ليلة في عرضه الساعة التاسعة مساءا ولكني حقا ارجو ان يمتد عرضه بضع ليال اخرى

Friday, October 16, 2009

عجز لغوي

ان تنساب في بطء ويسر، ان يتم سكبك كصوص شيكولاتة فوق قطعة كيك ستقدم في احدى الكافيهات، تلك الانسيابية في الاداء التي تجعلك متواصل ومترابط مع بعضك في نقطة واحدة هي الآن كل الحياة

الانسيابية التي تفصلك عن صوتك الداخلي عن موسيقالك الخاصة فتصير هذه اللحظة هي كل ما تملك وكل ما ترجو، وعندما تنفتح عينيك في غفلة منك تتفاجئ بأنك في غرفتك واللاب توب بجانبك يغني بأغنية توافق مزاجك في الفترة الاخيرة ولكنك اثناء انسيابك لم تكن تسمع او تعرف اين انت، وعندما صحوت لا تعرف اين كنت



لا يعادل الانسياب السرحان بأيا من الطرق ولا يعادل التيه وانت في مكانك ولكنه يعادل انغماسك في قبلة طويلة حيث تصبح "كلك" مجرد شفتين فقط، يعادل عزفك فوق بيانو في قاعة مليئة بالحضور ولكن تصير "كلك" مجرد اصابع متحركة فوقه

هذه هي النقطة التي احاول امساكها والقبض عليها عندما اتحدث عن الانسياب، ثمة عجز لغوي عميق يقف في غباء امام محاولاتي المتعددة لوصف تلك اللحظة الانسانية الرائعة التي تعد من اصعب الممارسات التي يمكن ان تمارس



كل احاسيسك الانسانية شكل من اشكال الانسياب

الابداع اعلى درجاته

ممارسة الجنس "بشكل خاص" بمتعة مع شخص تعشقه تتطلب انسيابا غير مسبوق



الانسياب هو كل شئ لو اردنا الدقة، هو اجمل ما يمكنك معايشته في حياتك كلها، يقوم المتخصصين النفسيين ومختصي التنمية البشرية على تعلم المريض/المتلقي كيفية الانسياب لاحداث مضت في حياته ليستطيع مواجهتها، واحداث من الممكن ان تحدث مستقبلا والاستعداد لها وكيفية التمتع بالحياة عن طريق الانسياب عندما تفعل شئ تحبه وفي مقابل ذلك يتقاضون مئات الجنيهات منك وربما يكونوا هم ايضا عاجزين عن الوصول لتلك المرحلة

انه من اصعب الاحاسيس التي لن تأتيك بسهولة ابدا، جرب ان تنساب كورقة بلا ارادة تحركها زوبعة لطيفة جدا صعودا وهبوطا في السماء واراهنك انك لن تعرف



لاننا نكره ان تسلب ارادتنا حتى ونحن في حاجة الى ذلك

لاننا مشغولين بالواقع حتى النخاع ولا نملك الخيال الكافي

لاننا توقفنا عن التوقف امام التفاصيل بكل ثرائها

ولاننا صرنا اكثر سخرية وتهكما من كل شئ واي شئ

فأننا لن نستطيع ابدا




يحدث في الجامعات الحكومية 2009

في امتحان دبلومة الترجمة جامعة
.......................
الامتحان كان ورقتين، ورقة سؤال وترجمة من عربي لانجليزي والورقة التانية سؤال وترجمة من انجليزي لعربي
الورقة بتاعة من انجليزي لعربي سؤالها كان ايه دور الترجمة في العصر الحديث
الطلاب احتاسوا، يعني ايه دور الترجمة في العصر الحديث؟ وايه المطلوب من السؤال الملعبك ده؟ ويعني عصر حديث اصلا، يعني من سنة كام لسنة كام؟؟
الورقة بقى بتاعة من عربي لانجليزي كان سؤالها عن العولمة
وهنا كانت كارثة طبعا
يعني ايه عولمة؟؟ وهي ليه الاسئلة جاية صعبة كده وايه علاقة الاسئلة دي بدلومة الترجمة؟
هي العولمة دي يعني مايكونش في حدود بين الدول والناس تدخل من غير باسبور وكده؟؟
سؤال سألته مترجمة مصرية في ابو ظبي في اواخر العشرينات وجاية تدرس هنا في مصر، وكل الطلاب خرجين اداب انجليزي وتربية انجليزي وألسن انجليزي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في جامعة
......................................
في المحاضرة يقول الدكتور
في عرض مسرحي بولندي هايتعرض يوم الثلاث الجاي في المهرجان التجريبي، اشوفكم هناك كلكوا يا ولاد الكلب يا اما هاطلع ميتين ابوكوا وهاجيبلكوا العرض ده في الامتحان ويبقى حد ابن كلب بقى يقولي انه ماشافوش، انا قلت وعملت اللي عليه
دلوقتي هانشرح السينوغرافيا
طبعا اللي بيدرسلكوا هنا مجموعة بهايم وولاد كلب مش فاهمين حاجة وفاردين نفسهم عليكوا وعاملين دكاترة، افهموا يعني ايه سينوغرافيا عشان لما يدخلوا يتنططوا عليكوا تطلعوا ميتنهم براحتكوا
وبعد كده بص بطرف عينه على باب السيكشن وشاور على دكتور معدي قدام الباب
ادي واحد ابن كلب وسخ عامل نفسه بيفهم، ده واحد من اللي عايزكوا تطلعوا ميتين ام اللي جابوه لما يدخلكوا المحاضرة الجاية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في نفس الجامعة
في كوريدور القسم
نفس ابن الكلب الوسخ اللي شاور عليه الدكتور من شوية
* هدير
تبص له هدير في تناحة
*تعالي عايزك
هدير مش بتروح تكلمه
*هو انا مش باكلمك؟؟
*نعم يا دكتور؟
* هو انتي عملتي ايه في مادتي السنة اللي فاتت؟
* جبت 6، شلتها يعني، ماكنتش قادر يا دكتور ترفعني لسابعة عشان اخد درجات الرأفة؟
* اللي يجيب 6 يبقى يستحق انه يسقط، ابقي عدي عليه في مكتبي عشان نشوف المشكلة دي، ما هو مش معقول اقعد السنة اللي فاتت كلها اعاكسك وبعد كده اديكي 6

دائرة مغلقة

ان الانسان نهر قذر ولابد ان يكون المرء بحرا لكي يتقبل نهرا قذرا دون ان يغدو متسخا
عبارة نيتشه بالتأكيد خاطئة

ان الانسان نهر قذر ولابد ان يكون الانسان بحرا لكي يتقبل نهرا قذرا دون ان يتسخ فضلا عن انه، برضك، نهر قذر مثله مثل النهر القذر الذي سيستقبله عندما يكون بحرا لانه في النهاية مثله مثل الانسان الذي تحدثنا عنه في البداية.
اذن فكل انسان نهر قذر وفي نفس ذات الوقت عليه ان يكون بحر ليستقبل قذارة الاخرين دون ان تختلط بقذارته الشخصية عندما يكون نهر قذر يستقبله بحر آخر كان في الاصل نهر قذر

انها دائرة مغلقة يا عزيزي نيتشه

Saturday, October 3, 2009

تمرد الطبقة وسط الوسطى


لسبب ما مش باحب اشتم بألفاظ أبيحة رغم اني اتولدت واتربيت وعايشة حاليا في مناطق شعبية، يعني الالفاظ دي هنا زي المية والهوا حاجة اساسية في الحياة ولسبب ما برضه باحس ان الكلمة
A7A
كلمة لطيفة وفي مواقف كتيرة لازم تتقال، ما ينفعش تستبدل بأي شئ آخر عشان كده ايام المدرسة الثانوية، اكتر فترة بيصيع فيها البني آدم ومسموح ليه بشوية انحراف، كنت بابدلها بـ "أوبجكشن" عشان ما كنتش باقدر اطوع لساني واقولها وفي نفس الوقت عشان اجاري الجو اللي حواليه. غريب انك تتربى في بيئة وتبقى منفصل عنها وكأنك جاي من كوكب تاني. دايما انا كنت الغريبة اللي لسه الطيارة منزلها على اول الشارع رغم انها عاشت فيه من سنين. امي سيدة ارستقراطية جدااا وانا صغيرة كنت باتخيلها اميرة جميلة جدا بفستان منفوش من فساتين القرن التمنتاشر وقعها حظها في ابويا اللي ممكن تقول عليه كان الحطاب في الحدوتة.
سيدة ارستقراطية رفيعة المستوى جدااا تتجوز راجل ابن بلد عصامي يفتخر انه اشتغل بياع بطيخ وعجلاتي وهو صغير وانه قدر يتخرج من معهد عالي رغم كل الظروف طبيعي جدا ان الناتج لازم هايكون انا. لحد قريب كنت عجينة صلصال مكونة من اخلاق رفيعة جداااا كانت بتمنعني من النزول لمستوى فرح حد من قرايب بابا في الشارع مثلا والرقص بهمجية وانا حافية على دفوف فرقة شعبية واغنية "البت بيضة بيضة بيضة... البت بيضة وانا اعمل ايه"
لسه لغاية دلوقتي الاغنية بتتردد في ودني والفرقة بتدق على الطبل والدف بعصبية قبل التطور وظهور ما يسمى بالدي جيه وانا واقفة على جنب، براوية ومش باكلم حد عشان طبعا مش عارفة اتواصل مع المستوى ده. وفي نفس الوقت مش عارفة اتواصل مع اصحابي في المدرسة الخاصة اللي كنت فيها واللي هما اكيد اعلى مني شويتين تلاتة سواء في المستوى المادي او المعيشي لاني مش عارفة اطلع لمستواهم ولان ماما مش بتعملي ساندوتشات لانشون فراخ وانا رايحة المدرسة ولاني مش بالبس خواتم دهب بابا جابهوملي من السوق الحر او وهو راجع من السعودية.
حتى جمالي، ولا هو جمال ارستقراطي متعالي نبيل زي جمالها ولا هو وش معجون بالتراب زي بابا، جمال مموه في منطقة وسط عجيبة مالهاش ملامح.
دايما كنت واقفة على السلم ولا عارفة اطلع ولا قادرة انزل، مش عارفة العب في الشارع زي العيال الصغيرة ولا باروح النادي زي زمايلي في المدرسة. احنا مش في نفس مستوى الناس اللي حوالينا في العيلة او في المنطقة ولا احنا في نفس مستوى زمايلنا في المدرسة والجامعة والشغل. احنا كيان مشوه لحاجة كان نفسها تكون بس ماكانتش.
اقدر دلوقتي اقول أوبجكشن بلغتها الاصلية؟؟ رغم كل الالفاظ اللي احنا عايشين في وسطها ليل ونهار اللي جاية من المنور والشارع والتوك توك والميكروباص الا اني لو تلفظت بلفظ "جزمة" مثلا كشتيمة اكيد بريئة في وسط مهرجان الانحدار الانساني ده هاتديني امي درس في الاخلاق والادب ومش بعيد تقعد تعيط عشان ماعرفتش تربيني كويس !!

Friday, October 2, 2009

في البحث عن سبب لأكتوبر


اكتوبر از ماين


دايما اكتوبر، رغم انه مرتبط بدخول المدارس وانا كنت باكره المدرسة، الضفيرة والشريطة البيضة والشراب ابو استيك اللي واصل لتحت الركبة ولبس المدرسة الكحلي اللي بسببه مش باحب اللون الكحلي لغاية دلوقتي


اجواء الفصل دايما كانت سخيفة، الديسكات واللي فوق الديسكات والمدرسين والكشاكيل....اوووووووووووف


عمري ما حبيت المدرسة وعمري ما كرهت اكتوبر


يمكن عشان اتولدت فيه؟ بس ولادتي مش من دواعي سروري ومش من اسباب ابتسامتي الكتيرة، ولادتي حدث مش كبير في حياتي خاصة لما باحس اني لسه ما اتولدش بجد




يمكن عشان ايام الجامعة؟ ايام الجامعة دي قصة تانية خالص


سبتها كده تعدي من ايديه ومعشتهاش كما ينبغي ان تعاش واتألمت قوي في اول اكتوبر بعد التخرج عشان اربع سنين ماتوا بين ايديه من غير اي محاولة لانقاذهم




اعتقد جديد انك تعرف حد ساب المدرسة والجامعة من غير اي اصحاب، يمكن اتنين بس اللي استحملوا يفضلوا من الايام العجيبة دي اللي كانت بدايتها دايما اكتوبر




ياااااااه اكتوبر... لما الهوا يبتدي يبقى ساقع وابتدي اتغطى وانا نايمة وابص في السقف واحلم بأول حد حبيته، مين قال ان الحب في الصيف بيكون اقوى؟ هو في حد بيعرف يحب في الحر والعرق ده؟


اكتوبر لما ابتدي اتوقع المطر واخد بعضي اخر النهار واروح امشي جانب عمارته يمكن الاقيه نازل منها مع مراته، ما هو اكيد دلوقتي اتجوز مش معقول بعد كل السنين دي لسه حياته زي ما هي، وادور على كابينة النيل اللي كانت على باب الجامعة واللي كنت باكلمه منها بعد ما اخصم 5 جنيه من مصروفي تمن الكارت




بس ليه اكتوبر وهو بيفكرني بكل حاجة مش حلوة؟ يمكن عشان اختي اتولدت فيه؟ توأمي لو عايزين اكون دقيقة، فانا وهي مولودين في نفس اليوم ونفس الساعة ويمكن نفس الدقيقة بس بينا 6 سنين


يمكن عشانها باحب اكتوبر، رغم اختلافنا عن بعض ورغم تنبائنا اننا لازم هانعيش بعيد وهايجي يوم ونتوه


يا دي اكتوبر اللي بيوجع قلبي كل ما بيجي وبيفكرني اني هاتم 25 سنة باكره منهم 24


مافيش عندي سبب واضح اقدر اشاور عليه واقول عشان كده باحبه، مين قال ان لازم يكون في اسباب للحب؟