Monday, March 1, 2010

سحر الجعارة... عذرا

مقال الصحفية والاعلامية سحر الجعارة بجريدة المصري اليوم يثير السخط.
في المقام الاول وقبل كل شئ، تطالب سحر الجعارة عبر بلاغها بحجب الحريات في عالم افتراضي ارتضيناه لأنفسنا في خنوع. فالحرية لابد ان تمارس على ارض واقعية ثابتة في مناخ صحي وقد رضينا بما هو أدنى، بأرض خيالية قمنا ببناء شخصياتنا فوقها واطلاق العنان لضغطات فأرنا ليسجل اعتراضه هنا وسخطه هناك ثم بعد الانتهاء من الضغط المستمر في فضاء الفيس بووك المدونات الفسيح نلجأ لنوم مريح في رضا تام عن انفسنا وعن انجازاتنا وآرائنا التي حتما ستنتقل من عالم افتراضي وهمي نحيا كلنا، كلنا، في رحابه الى العالم الرحب.
الكاتبة والاعلامية الليبرالية، وقطعا كلنا نعرف ان الليبرالية لقب ومسمى يطلقه كل من هب ودب على نفسه الان، تريد ان يتدخل النائب العام لفرض سطوته القانونية على ما ينشر على شبكة الانترنت. فهي كمن كذب كذبة وصدقها، انها حرية افتراضية يا عزيزتي فكيف بالله عليكي نفرض عليها رقابة حقيقية؟

تقول الكاتبة في بداية مقالها "هل تنطبق معايير وضوابط «النشر» على شبكة الإنترنت؟!. لاأعتقد وليس هناك «رقابة ما» أو حماية لحقوق «الملكية الفكرية» إلا فيما ندر. وبالتالى تحول الإنترنت إلى سلاح مسموم فى يد التنظيمات المتطرفة فكرياً والشاذة جنسياً."
تتكلم هنا عن التنظيمات المتطرفة "ككل" وبالتالي كقارئة سأنتظر ان تعطيني العديد من الامثلة على هذا الكل ولكني اجدها تنتقل لموقع الشاعر المتمرد نجيب سرور كمثال للحجب والمنع ثم الى الهدف مباشرة وهي مدونة "حجاب ونقاب وزبالات اخرى" التي تطالب بحجبها كالاول. اذن فالمقصود "بالتنظيمات المتطرفة فكريا والشاذة جنسيا" هو هذه المدونة.

الكاتبة والاعلامية الكبيرة تذكرت حجب موقع نجيب سرور ولكنها تناست ان قصيدته المنافية للاداب العامة "كس امهات" متاحة بسهولة على الشبكة العنكوبتية مما يؤكد بلا شك ان سياسة الحجب والمنع والتخويف وما شابه ليس لها وجود هنا في العالم الافتراضي. لذا فالامر لا يحتاج الى ذكاء خارق لنعرف ان اذا تم حجب مدونة/موقع/بروفايل اليوم فسيتم انشاء غيره غدا ولكن بأسم مختلف. كما اهملت قاعدة اعلامية شديدة الاهمية وهي الدعاية المجانية للشئ المراد حجبه. لم أكن اعرف هذه المدونة من قبل وبفضل سحر الجعارة تعرفت عليها بل وأعجبت ببعض الاراء المدونة بها. لذا اشكرك كثيرا يا عزيزتي.

لا اريد ان اتطرق لمحتوى المدونة محور الخلاف في فكر الاعلامية، ولكني سأكتفي بالاشارة لبعضها من بعيد. تتهم الجعارة صاحب المدونة بأنه يروج للكفر والالحاد، لا اعرف تحديدا لما هذه المدونة وهذا يجعلني اتسائل ماذا عن شبكة الملحدين العرب؟ او ماذا عن المواقع المفسرة للقرآن بشكل مسئ ومغلوط؟، ما علينا.

الشيخ البلغم واحدا من الفيديوهات المعروضة على المدونة بها الشيخ ابو اسحاق الحويني يتحدث باستفاضة عن هرولة الصحابة لالتقاط بلغم الرسول الكريم ومسح وجوهم بها ويصفهم بأنهم كانوا يتقاتلون عليها بدعوى انه حديث شريف صحيح، فرسول الدين الذي يدعو للطهارة والوضوء خمس مرات في اليوم كان يترك الصحابة يتلقطون بلغمه اثناء وضوئه ويمسحون به وجوههم. عذرا سحر الجعارة.. فقط اريد ان اعرف ماذا تفعلين؟ وعن اي شئ تدافعين؟..اسلامي يجعلني اقف عند هذا الحديث واتردد في تقبله بل ويجعلني ارفع القبعة تحية لصاحب المدونة التي تطالبين بتدخل النائب العام لحجبها على التصدي لهذه الخرافات التي تسئ لعقولنا قبل الاساءة للدين نفسه.
لا اعرف اين ما يدعو للكفر هنا ولا افهم هذا الحجر على الاراء، ما اعرفه ان الاراء لا تواجه الا بالاراء والفكر لا يواجه الا بالفكر. ولكن سياسة المنع والحجب والتهديد في بلد على حافة الهاوية فهذا ما لم استطع استيعابه من ردة فعلك يا سيدتي.

كما تذكر المدونة فتوى عن الشيخ السعودي عبد الرحمن البراك عن تحريم الاختلاط ووجوب قتل من يبيحه، انهم شيوخ خارج حدود الزمن والمكان، شيوخ من كواكب أخرى انزلقوا فوق رؤسنا كالمصائب، من يشيع الفتنة وجو الارهاب هنا؟ من نهاجم ومن نترك؟ من نناقش ومن نمنع بعنف وبقوة القانون؟ هذا هو السؤال الذي يجب ان نطرحه على أنفسنا قبل ان نتحرك في اي اتجاه.

ثم تختتم الكاتبة مقالها "انا ضد كل أشكال الرقابة والمنع، وأعتبر الإنترنت هو الإعلام الشعبى. لكن «ازدراء الأديان» و«إثارة الفتنة» تهمة مشددة العقوبة على الإعلام المقروء والمرئى، فلماذا لا تطبق على الإنترنت الأكثر انتشارا؟"
كل ما قيل قبل "لكن" عكس كل ما جاء بعدها، هل هذه ليبرالية جديدة يجب ان نبدأ في التعرف عليها؟؟ ثم تقول "أوجه حديثى هذا لسيادة المستشار «عبدالمجيد محمود» النائب العام، وأهيب بسيادته حماية الأديان السماوية." لعلنا سنعود للقرون الوسطى وسنحمي الاسلام بقوة القانون والسلطة كتزاوج الكنيسة والسلطة من قبل.
ولا اعرف ما الضرر الذي قد يصيبنا من هروب البعض لاحضان الالحاد على حد تعبيرها، اعتقد ان ذلك أفضل كثيرا جدا من هروبهم تحت اجنحة شيوخ الاسلام التكفريين البارعين في وضع اعواد الكبريت بجانب النار المشتعلة مسبقا.