Wednesday, May 1, 2013

الرجل ذو المقص

إلى عالية
من كتاب بيتر الفظ للكاتب الألماني هينريك هوفمان

الرجل ذو المقص



في أحد الايام قالت الأم "عزيزي كونراد، علي القيام ببعض الامور بالخارج وسأتركك بمفردك هنا حتى عودتي. ولكن كن حذرا يا عزيزي ولا تمتص أصبعك حين أكون بالخارج كما أخبرتك من قبل. فالخياط الطويل الضخم ذو المقص يأتي للصبية الذين يمتصوا إبهامهم، وقبل حتى أن يتخيلوا شكله، يُخرّج مقصه الكبير الحاد ويقص إبهامهم، وكما تعلم فإنهم لا ينموا مجددا"
بالكاد خرجت الأم، ثم وضع كونراد إبهامه بفمه!
انفتح الباب بسرعة، ومتعجلا دخل رجل،
كان ضخم، طويل وبأقدام حمراء،
الرجل الخياط ذو المقص.
هل تروا أيها الأطفال؟ حقا، لقد جاء.
وبالمقص قطع الإبهام الذي تمتصه.
سنيب، سناب، سنيب! المقص يعمل في سرعة
وكونراد يبكي طويلا وبحرقة.
سنيب، سناب، سنيب! لقد ذهبا في النهاية،
إصبعيك ولم يعدا في مكانهما.
عادت الأم للمنزل: كان كونراد واقفا ويبدو عليه الحزن. رأت الأم يديه، وقالت "لقد عرفت إنه يذهب للأطفال الأشقياء الذين يمتصون إبهامهم"

تمت

اثنان من أقدم الكتب المصورة يتم تقديمهم إلى الان: كتاب Struwwelpeter والتي تعني بيترالفظ للكاتب الالماني هينريك هوفمان (1809 – 1894)، وقد احتوى على 10 رسوم توضيحية لأحداث قصص قصيرة كلها تقريبا طفولية تحمل رسالة اخلاقية بشكل مبالغ فيه وقد كتبه هينريك ليقدمه كهدية الكريسماس لإبنه ذو الثلاث سنوات وبعد ذلك اقنعه صديق له ان يقوم بنشره، فنشره في عام 1845 وقد انتشر الكتاب واصبح ذو شعبية بين الاطفال عبر اوروبا وتمت ترجمته الى العديد من اللغات وظهرت الترجمة الانجليزية له لاول مرة عام 1848 الذي قام بها الكاتب الشهير مارك توين تحت عنوان بيتر القذر. وفي عام 2006 قامت دار النشر Fantagraphics Books بنشر اول نسخة الكترونية كاملة لهذا الكتاب وقد أُعيد نشره باللغة الانجليزية عام 2010.



وفي عام 1992تم تحويل احدى قصصه القصيرة الى فيلم قصير بعنوان Little Suck-a-Thumb وهو فيلم قصير يحكي عن اأم تحاول ان تشجع ابنها في التخلص من عادة امتصاص ابهامه. وقد فاز الفيلم بعدة جوائز اوروبية وامريكية. وفي عام 1941 تم تصوير ادولف هتلر ببريطانيا بشكل كاريكاتوري ساخر في كتاب بعنوان Struwwelhitler او هتلر الفظ في محاكاة للكتاب الاصلي بيتر الفظ. 

أما الفتاة التي احترقت في إحدى قصص هنيريك حتى الموت تم استخدامها على ملصق حملة الحزب المسيحي الديمقراطي في الإنتخابات الالمانية في التسعينيات مؤكدين على فستانها الاخضر وشرائط شعرها الحمراء وحذائها الأحمر كرمز شؤم في إشارة منهم الى الحزب الإشتراكي الديمقراطي الذي ينافسه في الإنتخابات والذي يستخدم اللون الاحمر بشكل دائم في حملاته والى حزب الخضر الذي سيأتي بنتائج كارثية لالمانيا.


اما الكتاب الثاني الذي بقى حتى الان منذ عام 1902 فهو كتاب "حكاية الارنب بيتر" للكاتبة الانجليزية هيلين بيتركس بوتر (1866 – 1943) ولكن هذه قصة أخرى.







تقديم: أميمة صبحي

No comments:

Post a Comment